مســـلمون بـــلا حــدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كل سنة وانتو طيبين يا احلى اعضاء ... فات على افتتاح المنتدى سنة كاملة ... سنة اعلن فيها اننا استطاعنا انجاز كثير من الاعمال .. وتفوقنا على انفسنا لنخرج هذا المنتدى العظيم بهذا الشكل .. فعلا يستحق ان يطلق عليه .. .:: مسلون بلا حدود ::. ( نرجو من الله .. ان يساعدنا لكى نكمل مسيرتنا نحو اعلاء كلمة الله ورسوله " صلى الله عليه وسلم ")

 

 الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
رئيس تحرير المراسلين
مسلم


ذكر
عدد المساهمات : 31

الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). Empty
مُساهمةموضوع: الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).   الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). I_icon_minitimeالثلاثاء 30 مارس - 23:04

ما المراد بالحديث؟ وما المراد بالسنة النبوية؟ هل بينهما ترادف؟ هل بينهما تطابق؟ أم لا؟ وهل السنة لا تطلق إلا على ما يُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما أهمية تعلم السنة النبوية؟. ثم بعد ذلك، كيف قابل أئمة الإسلام هذا العلم؟ هل ألفوا فيه؟ هل تعاملوا معه؟ أم لا؟. ثم ندخل في المقرر الذي هو الأربعون النووية، ما الأربعون النووية؟ من مؤلفها؟ هل شرحها أحد؟ تحتوي على ماذا؟. هذا هو النصف الأول من درس اليوم. وفي النصف الثاني سندخل -إن شاء الله- في الحديث الأول، حديث (إنما الأعمال بالنيات)، وعند بداية الحديث سنتحدث عن الطريقة التي سنتعامل بها مع كل حديث بإذن الله تعالى.
الحديث أو السنة عند المحدثين: هي ما نُسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقية أو خُلقية.
ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم خرج معنا في الحديث أو في السنة عند المحدثين ما نُسب إلى غيره، وإلى غيره يدخل في عامة الخبر، إذا كان المنسوب إلى الصحابة أو إلى التابعين، إذا كان المخبر أو إلى التابعين يدخل عند جمهور المحدثين في عموم الخبر أو الأثر.
ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، وهذا أكثر الأحاديث، أكثر السنة هي من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، والأقوال كثيرة، منها (إنما الأعمال بالنيات)، (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ)، آلاف مؤلفة من الأحاديث التي تُسمى الأحاديث القولية، يعني تلفظ بها النبي صلى الله عليه وسلم.
من قول أو فعل، الفعل هو أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ما نقل الصحابة في وضوئه عليه الصلاة والسلام، في صلاته، في صيامه، في حجه، في تعامله مع الآخرين، في بيعه وشرائه، عندما يقول الراوي أو الصحابي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كذا وكان كذا، هذه هي الأفعال.
أو تقرير، يعني أن يقر النبي صلى الله عليه وسلم فعلا، سواءً أقره بقوله، أم لم يقره بقوله، وإنما أقر هذا الفعل، والأحاديث الفعلية والتقريرية أقل من الأحاديث القولية.
أو نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من صفات خلقية، كان كريمًا، كان جوادًا، كان متواضعًا، عليه الصلاة والسلام.
أو خلقية، كان طويلا، كان أبيضًا مشروبًا بحمرة، وكان إذا مشى كأنه منحدرٌ من صبب، وكأني بقائلٍ يقول ما لنا وللصفات الخلقية، لكن قد يُقتبس منها سنة فعلية، مثل (كان إذا مشى ينحدر من صبب)، أخذنا صفة المشي للرجل المعتبر، ينحدر من صبب يعني ما هو رجل هزيلٌ وهو يمشي، لا، يمشي منحدرٌ من صبب، لا يلتفت لا يمين ولا يسار، إذًا أخذنا من الصفات الخلقية أيضًا بعض السنن التي نستفيدها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
يتبادر ثمة سؤال عن من يطبق أمثال هذه السنن الفعلية أو الخلقية بنية مشابهة النبي عليه الصلاة والسلام في هيئته، في أكله في مشيه، في لباسه؟
هذا إن لم يكن له معارض، فهو سنة، وهذا هو المطلوب، في الاقتداء ثلاثين حديثًا خاص بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
هذه هي السنة عند المحدثين، ولفظ السنة والحديث مترادفان، يعني السنة تساوي الحديث عند المحدثين، لكن السنة تختلف عند الفقهاء، وتختلف عند أهل أصول الفقه، قد ترد عند علماء العقيدة، وكل يستعملها بحسب الاصطلاح الذي يتعامل معه، فمثلا السنة عند الفقهاء لا ينظرون إليها على أنها أُثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما ينظرون إليها باعتبار أنها حكم تكليفي، فالأحكام التكليفية إما واجب، وإما سنة الذي هو المستحب، أو مباح أو مكروه، أو محرم، إذا السنة عند الفقهاء هي من منطلق أنها حكم تكليفي، ليس لأنها أُثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لأنها حكمًا تكليفيًّا.
عند علماء الأصول قريب من المحدثين، يأخذونها باعتبار أنها مصدر تشريع من مصادر التشريع الإسلامي، فلما نقول المصدر، فالأساس هو الكتاب والسنة؛ ولذلك لا يدخلون معها الصفات، إنما يقولون ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون دليلا شرعيًّا، لأنهم نظروا إلى أن السنة مصدرًا من مصارد التشريع.
علماء العقيدة إذا قالوا هذا العمل سنة ماذا يقولون؟ يقصدون أن هذا العمل دل عليه الدليل من القرآن والسنة، فيأخذه علماء العقيدة باعتبار يقابلها ماذا؟ البدعة، فليست السنة مجرد ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل السنة أيضًا ما دل عليه الدليل من قرآن أو من سنة أو قاعدة شرعية، أو نحو ذلك، فالعلماء يعتبرون السنة مقابل البدعة مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) حتى قال (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة)، فهنا البدعة مقابل ما قاله في أول الحديث، أي السنة.
نحن نتحدث هنا بأي اعبتار؟ باعتبار أنها منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يعني نأخذها باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول، فعل هذا الفعل، فنستنبط منه ما يدل عليه هذا القول، وما يدل عليه هذا الفعل.
السنة النبوية لاشك أنها ذات أهمية كبرى في حياة الناس، يكفي أن نشير إلى بعض النقاط في هذا الباب، ومن أهم النقاط أن السنة النبوية هي التفسير العملي للقرآن، السنة هي التطبيق الواقعي على الأرض لكتاب الله سبحانه وتعالى، هل نجد في القرآن عدد الصلوات؟ هل نجد عدد الركعات؟ هل نجد أنصبة الزكاة، هل نجد تفصيل أحكام الصيام؟ هل نجد تفصيل أحكام الحج والعمرة؟ وقس على ذلك سائر التشريع، فالسنة إذًا جاءت مفسرة ومبينة ومفصلة لما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ، هذا الأمر الأول لأهمية السنة.
الأمر الثاني: أنه لا يمكن فهم القرآن الكريم إلا بالسنة النبوية، فلا يمكن أن نفهم كثير من أحكام القرآن أو من تشريعات الله سبحانه وتعالى في كتابه عزّ وجلّ إلا من خلال السنة النبوية.
أيضًا أن دراسة السنة النبوية هي من العبادة والطاعة لله عزّ وجلّ، وفي كثير من الآيات قرن الله سبحانه وتعالى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بطاعته جلّ وعلا، فالسنة والقرآن صنوان، لا يمكن أن نكتفي بالقرآن كما تقول بعض الفرق، يقولون نكتفي بالقرآن وندع السنة، فالسنة كانت في مرحلة معينة من الزمن فطبقت وانتهت، فنكتفي بالقرآن، هذا كلام غير سليم، فلا يمكن أن يُعمل بالقرآن ولا يعمل بالسنة، والسنة لا يمكن فهمها إلا بالقرآن، ولا يمكن فهم القرآن إلا بالسنة، ومن ثم أصبح العمل بالسنة وتعلم السنة وتعليمها طاعة لله عزّ وجلّ، لأن الله عزّ وجلّ قرن بين طاعة رسوله وبين طاعته جلّ وعلا في آيات كثيرة، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].
ونختم أهمية السنة بأن هناك أحكامًا كثيرة لم تٌبين في القرآن، وهذه الأحكام بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضًا من أهمية السنة أنه قد يقول قائل إن الكلام في القرآن وما أنزله الله جلّ وعلا في القرآن أو حتى ما تحدث به الرسول صلى الله عليه وسلم يبقى الكلام نظريًّا، لكن حياة النبي صلى الله عليه وسلم هي التطبيق الواقعي في الحياة، لما نتحدث من الناحية النظرية نرنوا للأشياء المثالية دائمًا وأبدًا، لكن قد يستطيع الإنسان أن يطبق هذا أو لا يطبقه؛ لذلك دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أفعاله، أقواله، تقريراته عليه الصلاة والسلام دراسة واقعية في واقع الحياة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان بشرًا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل ويشرب، النبي صلى الله عليه وسلم كان يتزوج، النبي صلى الله عليه وسلم عاش حياة الناس فطبقها في واقع الأرض، لذلك السنة هي التطبيق العملي الواقعي لكتاب الله عزّ وجلّ ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك جاء الحث الكبير في القرآن وفي السنة على تعلم السنة، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع )، وهذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن تعلم هذه السنة، يعني يكون صاحب نضارة وصاحب نور في الدنيا وفي الآخرة.
هل كل فعل فعله النبي صلى الله عليه وسلم يُقتدى به في ذلك؟
هذه قضية كبيرة عند المحديثن وعند علماء الأصول، لأن الذي يمكن أن يُقال في هذا المقام: إن الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون سنة إلا ما دل الدليل على أنه من العادة البشرية، أو لا يترتب عليه حكم، أو كان معارضًا بدليلٍ قولي، ولذلك يقول علماء الأصول "الدليل القولي أبلغ من التطبيق العملي للنبي صلى الله عليه وسلم"، فلذلك ليس كل فعل فعله النبي صلى الله عليه وسلم أصبح سنة، هذا هو الأصل، فإذا كانت هناك قرينة ترفعه أو قرينة تجعله ليس سنة يُفعل، وإنما هو من العادة البشرية.
إذًا نخلص إلى ضرورة تعلم السنة لنندرج تحت تبعية النبي صلى الله عليه وسلم، وتنالنا دعوته عليه الصلاة والسلام بالنور والوضاءة يوم القيامة، وحتى ننال محبة الله سبحانه وتعالى، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، نسأل الله أن نكون من أهل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نكون من مطبقيها.
هذه السنة اعتنى بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده عليه الصلاة والسلام، ثم من بعدهم من الأئمة، وأصبح علم كبير اسمه علم تاريخ السنة، المهم أن السنة دُونت في الكتب، وأصبح هناك ثروة عظيمة وكبيرة جدًا حتى يومنا هذا، ولازال المهتمون بالسنة النبوية على تواصل مع هذه التعاليم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
رئيس تحرير المراسلين
مسلم


ذكر
عدد المساهمات : 31

الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).   الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). I_icon_minitimeالثلاثاء 30 مارس - 23:05

دُونت الكتب بأنواع وأنماط وأقسام مختلفة حتى أصبح من الكتب ما هو أصح الكتب بعد كتاب الله عزّ وجلّ، وهو كتاب الإمام البخاري، وقريبٌ منه أو مثله كتاب الإمام مسلم، أصبح صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله عزّ وجلّ، وقد تلقت الأمة هذين الكتابين بالقبول، فكل ما فيهما فهو صحيح.
بعد ذلك جاءت مجموعة كبيرة من الكتب أخذت مسميات مثل السنن، المعاجم، المسانيد، المصنفات، فيها الصحيح وهو كثير، وفيها ما دون الصحيح وهو المصطلح عليه بالحسن، وفيه ما هو ضعيف يحتاج إلى ما يُرقيه، وفيها ما هو متروك ومردود، وهو الموضوع.
كيف نرد على من ينكر حجية النسة بالقرآن؟
هذا موضوع طويلٌ، ويحتاج إلى حلقة كبيرة وخاصة، لكن يكفي لمن ينكر حجية السنة أن يقرأ كتاب الله عزّ وجلّ، ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النساء: 59]، آيات كثيرة، أكثر من أن تُحصر في الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحزاب: 63]، الذين يخالفون أمر من؟ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي ينكر حجية النبي صلى الله عليه وسلم إنكارًا كليًّا أو حتى إنكارًا جزئيًّا عليه خطرٌ كبير في دينه، لا يمكن أن يستقيم هذا الدين إلا بأن يمشي القرآن مع السنة والسنة مع القرآن، فهما صنوان لا ينفكان عن بعضهما.
السؤال عن توضيح معنى التقريرية في السنة النبوية بشكل أكثر؟
قلنا إن التقرير هو الفعل الذي يقره النبي صلى الله عليه وسلم، هو لا يتلفظ به، وإنما أقر الفعل، مثال على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وُضع في طعامه ظب، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل منه، ولكن لم ينه عنه، فكان ضمن الذين حضروا الوليمة خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقال: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ قال ( لا، ولكن نفسي تعافه )، الإنسان قد يشتهي طعام وقد لا يشتهي طعامًا آخر، (نفسي تعافه)، لم يكن بأرض قومي، ما نفسي تعافه؛ لأنه قبيح، لكن لم يكن بأرض قومي، أما ما تعودت عليه، خالد يقول: فأخذته فاجترفته فأكلته، هنا أقر النبي صلى الله عليه وسلم فعل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وهذه يا شيخ أيضًا يُعمل بها فيما يتعلق بالعبادات؟ تتحول من سنة تقريرية إلى شيء مؤكد؟
إذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم انتهى، يكون حكمًا شرعيًّا بلا شك.
من ضمن المؤلفات مؤلفات في صنف معين، إما المؤلفات في الأحكام، المؤلفات في الترغيب والترهيب، مؤلفات في موضوعٍ خاص، فمن ضمن هذه المؤلفات من اصطلح عليه أهل العلم بتأليف الأربعينيّات، هذه الأربعينيّات بعض أهل العلم يستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)، هذا الحديث ضعيف باتفاق الأئمة، لكن استأنس كثيرٌ من أهل العلم به فصاروا يؤلفون الأربعين، الإمام النووي يقول لا، أنا ما ألفت هذه الأربعين بناءً على هذه الحديث، وإنما بناء على الحديث السابق الذي ذكرناه، وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع ).
إذًا من ضمن المؤلفات ما يُسمى بالأربعين، الأربعون هذه قد يؤلفها في موضوعٍ خاص، في الزهد، قد تؤلف في كليات الإسلام، قد تؤلف في موضوع الجهاد مثلا، موضوع القرآن، وهكذا، الإمام النووي يقول "نظرتُ في هذه التآليف فوجدت أن من أعظمها أن أؤلف في قواعد الدين"، يعني المنطلقات التي يُنطلق منها لدين الله عزّ وجلّ، ولاشك أن دين الإسلام لا ينطلق من فراغ أو ينطلق من أهواء ورغبات شخصية، أو ينطلق بناءً على عقول الناس أو تفكير الناس، إنما ينطلق من قواعد كلية تُستنبط من كتاب الله ومن سنة روسوله صلى الله عليه وسلم، ولاشك أن هذا علمٌ كبيرٌ، وعلم أساس، الإمام النووي وُفق رحمه الله في جمع هذه الأربعين في هذه الكليات الكبرى كما سنلاحظ في كل حديث من هذه الأحاديث، حديث النية، حديث توقيف العبادات، حديث قاعدة الحلال والحرام، حديث قاعدة القدر، حديث مراتب الدين، حديث الإسلام، وهكذا سنجد كل حديث من هذه الأحاديث يمثل قاعدة كبيرةٌ كلية من هذه الكليات.
أول هذه الأحاديث كان بدأها الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله، ووصل إلى نحو عشرين أو واحد وعشرين أو اثنين وعشرين حديثًا، نظر فيها الإمام النووي، وقد وجد أنها فعلا تمثل كليات في الدين فأخذها، ثم زادها إلى اثنين وأربعين حديثًا، فسُميت الأربعين النووية، والنووية نسبةً إليه رحمه الله تعالى.
فهو الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي رحمه الله، وُلد سنة ستمائة وواحد وثلاثين للهجرة، الإمام النووي رحمه الله كان والده يشتغل بالبيع والشراء فيأخذه وهو صبي معه في هذه الدكان، وكان يتضايق رحمه الله وكان يراجع محفوظاته، يراجع القرآن الكريم وهو صغير قبل السابعة، فيراجع ما حفظ، يخرج من بيته ويوجد -كما هو المعتاد- صبيان يلعبون، فلا يلعب معهم، وإذا أُلزم بهذا اللعب تضايق تضايقًا شديدًا؛ ولذلك اتجه لحلق العلم، فدرس على كبار زمانه، وبعد حفظ القرآن درس أمهات كتب السنة وقرأها، حتى برع وهو صغير، برع في هذا العلم وهو صغير.
اشتهر رحمه الله بالزهد، فكان لا يقيم يومه وليلته إلا بشيءٍ من الخبز يغطه في الماء، فقط، ويقيم حياته على ذلك، ويتفرغ تفرغًا لطلب العلم، لذلك برع في الحديث، وشرح صحيح الإمام مسلم، والأربعين النووية، وبرع في الفقه، وألف روضة الطالبين في الفقه الشافعي، وبدأ المجموع، وهو من أوسع كتب الفقه، لكن لم يتمه رحمه الله، برع في الجرح والتعديل، ألف كتاب تهذيب الأسماء واللغات وفي الرجال عمومًا، فبرع رحمه الله في التآليف، ومن كتب الحديث المشهورة الكتاب الذي نسمع قراءته في كل مسجد تقريبًا وهو كتاب رياض الصالحين.
أيضًا رحمه الله اشتهر مع الزهد والعلم بالعبادة والغيرة على دين الله عزّ وجلّ حتى اشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُوفي رحمه الله وهو صغير عمره لا يتجاوز ثلاث وأربعين سنة، ومع ذلك أخذ لقب الإمامة، فيُقال الإمام النووي، وهذا نتيجة لما ملأ شبابه في القراءة والبحث والاطلاع والاستماع والتلقي عن أهل العلم.
هذا هو الإمام النووي، وهذه هي الأربعون النووية، هذه الأربعون النووية كما أشرتُ قبل قليل أن كل حديث يمثل كلية من كليات الدين، أو قاعدة كبيرة من قواعد الدين، كما سنعلم في كل حديث، هذه الأربعين نالت اهتمام أهل العلم من بعد الإمام النووي رحمه الله، حتى شرحها عددٌ من أهل العلم، من أوسع الشروحات لهذه الأربعين شرح الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه المشهور "جامع العلوم والحكم"، وشرحها كذلك ابن دقيق العيد، وهو من أئمة الشافعية الكبار في شرحٍ موجز، والإمام النووي نفسه علق عليها بعض التعليقات الخفيفة، ولازالت تُشرح إلى اليوم، وذلك لما تحتويه هذه الأحاديث الأربعين من كليات الدين المهمة الذي يحتاجها طالب العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
رئيس تحرير المراسلين
مسلم


ذكر
عدد المساهمات : 31

الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).   الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). I_icon_minitimeالثلاثاء 30 مارس - 23:07

وهل هناك مزايا لشرحٍ على آخر؟
لاشك أن هناك شروحٌ مطولة مثل شرح ابن رجب رحمه الله، وهو شرح ميزته التطويل، فيذكر في الغالب جميع ما تحتوي عليه هذه الأحاديث، ويستحضر المسائل المستنبطة من هذه الأحاديث، ويدلل عليها من القرآن، من السنة، إذا كانت تحتوي على أحكام يفصلها، إذا كانت تحتوي على الترهيب والترغيب يستطرد في ذلك، ومثل شرح ابن دقيق العيد شرح موجز، هذا الشرح الموجز يأتي بأهم المعاني التي يحتوي عليها الحديث.
هل من الأفضل لمن أراد حفظ الأحاديث أن يبدأ بالأربعين النووية؟
هذه هي النقطة التي سندخل فيها قبل شرح الحديث الأول، أن المنهجية في تعلم الحديث تبدأ بعد الإمام النووي، وفي الغالب الذي مشى عليه أهل العلم أن يُبدأ بالأربعين النووية، يحفظها طالب الحديث أو طالب العلم، ويقرأ شرحًا لها أو يستمع إلى شرحٍ لها، بعد الأربعين النووية يتجه الطالب إلى عمدة الأحكام، أو العمدة في الحديث، عمدة الأحكام هذه للإمام من؟ عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله، تحتوي على أكثر من أربعمائة حديث، كلها في الأحكام، كلها أحاديث صحيحة، كما أن الأربعين النووية أحاديث صحيحة، وقليلٌ منها يصل إلى رتبة الحسن، وهذه الأحاديث الصحيحة عليها عمدة الأحكام.
بعد ذلك يتجه الطالب بعد أن يحفظ العمدة ويقرأ شرحها، يتجه إلى بلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله، وبلوغ المرام أكثر من ألف حديث، أغلبه صحيح، وفيه الحسن، وقليلٌ منه الضعيف، لكن هذا الضعيف هو محل استشهاد عند الفقهاء رحمهم الله، ولذلك يذكره ويبين درجته، وما يعضده من النصوص الأخرى ليتبين من قال به من أهل المذاهب.
بعد هذا التدرج ينطلق الطالب في المطولات ابتداءً بالصحاح، ثم السنن، وهكذا.
بالنسبة للترتيب في الحفظ، هل يُشترط الحفظ بالترتيب؟ أم هناك طريقة لترتيب هذه الأحاديث الاثنين والأربعين على طريقة المسند؟
لا، هو يحفظها كما هي مرتبة، فهو الأفضل، كذلك في عمدة الأحكام يحفظها كما هو ترتيب المصنف أيضًا، وهكذا.
هل يُشترط يا شيخ حفظ المتن؟ أم حفظ السند والمتن؟
بالنسبة للأربعين النووية ليس فيها أسانيد، لكن المهم أن يحفظ المتن، والراوي الذي هو الصحابي، ومن أخرج هذا الحديث من الأئمة، لكن الأربعين ليست فيها أسانيد، وذلك للتسهيل على طالب العلم.
هل هناك إجازات أو روايات بالسند متصلة إلى رواية الإمام النووي لهذه الأحاديث؟
أنا لا أعرف شيء يوجد، لكن لا ينبني عليه ناحية عملية بعد طباعة الكتب واستقرارها، فلا أرى أن ينشغل الطالب بقضية البحث عن هذه الأسانيد؛ لأنه لا ينبني عليها أمل مطلقًا بعد انتشار الطباعة، والحمد لله، وخصوصًا هذه الأحاديث مروية للبخاري ومسلم وغيرهم من الأئمة.
هل غير الإمام النووي من قام بالتأليف في الأربعينيات هذه؟
هذه الأربعون ذاتها، كما أشرت إلى أنه بدأها الإمام أبو عمرو بن الصلاح، لكنه لم يكملها، فالإمام النووي نظر فيها فوجدها تمثل الفكرة التي أرادها، فأخذها وأكملها إلى اثنين وأربعين، جاء ابن رجب الحنبلي وأكملها إلى خمسين، لذلك نجد في جامع العلوم والحكم خمسين حديث، غير هذه الأربعين وُجدت أربعينيات كثيرة، ففيها في الزهد لعدد من الأئمة، فيها في الجهاد لابن المبارك وغيرها.
لماذا أضاف الإمام النووي الحديثين الواحد والأربعين والاثنين والأربعين؟
لأنها تكمل في فكرته كلية من كليات الدين، فأوصلها إلى اثنين وأربعين.
وبالتالي خرج عن نطاق العدد أربعين الوارد في الحديث؟
في الحديث يوجد أربعين، لكنه أراد أن يُبين كليات الدين، وسنجد إن شاء الله في كل حديث أمر عظيم الفائدة من قواعد الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
رئيس تحرير المراسلين
مسلم


ذكر
عدد المساهمات : 31

الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).   الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). I_icon_minitimeالثلاثاء 30 مارس - 23:08

:
بــــسم الله الرحمٰن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في مؤلفه "الأربعون النووية".
الحديث الأول: ( عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عـليه وسلم- يـقـول : ( إنـما الأعـمـال بالنيات، وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى. فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه؛ فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه )، رواه إمام المحدثين: أبـو عـبـد الله محمد ابن إسماعـيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بـَرْدِزْبَه البخاري، وأبو الحسـيـن مسلم بن الحجاج ابن مـسلم القـشـيري الـنيسـابـوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة ).
طريقنا إن شاء الله في شرح الحديث كالآتي، أول ما نتحدث عن تخريج الحديث تخريج إجمالي، النقطة الثانية أن نبين ما يحتاج إلى بيان من ألفاظ الحديث، الناحية الثالثة المسائل والقضايا والفوائد والأحكام المستنبطة من الحديث، وما يحتاج إلى تفصيلٍ من هذه المسائل النووية سنفصله إن شاء الله.
هذا الحديث كما ذكر الإمام النووي بالنسبة لتخريجه رواه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه الإمام مسلم، وما رواه البخاري ومسلم فهو صحيح، أجمعت الأمة على قبول كتاب البخاري وكتاب الإمام مسلم، والخلاف عند الأئمة ليس في الصحة، وإنما الخلاف في أيهما يُقدم، في السابق عند أهل الشرق يقدم البخاري، وعند المغاربة يٌقدم مسلم، ولذلك الناظم يقول:
تخاصم قومٌ في البخاري ومسلمِ وقالوا أي ذين تقدمو
فقلت لقد فاق البخاري صحةً كما فاق في حسن الصناعة مسلمُ
إذًا الإمام البخاري فاق الإمام مسلم من حيث قوة الحديث وصحته، أما الإمام مسلم فالسبق والترتيب والتنظيم في التأليف فاق الإمام البخاري.
هل هناك علة لقضية الاختلاف ما بين المشارقة والمغاربة؟
لأن المشارقة نظروا في صحة الحديث، وقوة الحديث، والمغاربة نظروا إلى التنظيم والترتيب؛ ولذلك اعتنوا بصحيح مسلم، وكثير من شراح مسلم هم من المغاربة، وأيضًا شرحه المشارقة.
فعلى أي حال كلا الكتابين هما صحيحان، نعم وُجد فيهما بعض الأحاديث التي كان لبعض أهل العلم الكبار كلامٌ فيها، ولكن الإمام ابن حجر رحمه الله فند هذا الكلام في مقدمة فتح الباري، ولا يعني هذا أننا لا نرجح حديثًا على حديثٍ في البخاري ومسلم، لا، عند الاستنباط نفصل، لكن في جملة هذه الأحاديث فلا عليها، والأمة تلقت هذين الكتابين بالقبول، فهما أصح الكتب بعد كتاب الله عزّ وجلّ.
هل يعني أنهما ذكرا جميع الصحيح؟ أم هناك أحاديث صحيحة لم يذكرها؟
نعم، هناك أحاديث كثيرة لم يذكرها البخاري، ولم يذكرها مسلم، لذلك الإمام البخاري والإمام مسلم لم يشترطا أن يحصرا جميع الأحاديث، إنما وضعوا شروطًا لأحاديثهم، فما وافق هذه الشروط من الأحاديث وضعوه في كتبهم.
ونعود ونقول ما رواه البخاري ومسلم فهو صحيحٌ لتلقي الأمة لهذين الكتابين بالقبول.
هذا الحديث الأول (إنما الأعمال بالنيات) مرويُّ بمخرجٍ واحدٍ لدى كل من البخاري ومسلم؟
نعم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا الحديث لم يرو عن غير عمر، ولذلك يسمونه غريب، مع أنه من أصح الأحاديث، فلم يروه من الصحابة إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندهم إن شاء الله في درس المصطلح هنا سيبين الشيخ ما هو الغريب، وكيف كان هذا الحديث غريبًا.
نأتي لألفاظ الحديث:
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات )، "إنما" أداة حصر، يعني تحصر شيء بشيء، ولذلك الأعمال حُصرت هنا، لكن سنعلم ما هو المحصور فيها، حُصرت بالنية، لذلك قالوا "إنما" حصر.
"الأعمال" هنا ما المراد بها؟ هل هي جميع الأعمال؟ أم هي خاصة بالأعمال المشروعة التي يُتقرب بها إلى الله؟
قولان لأهل العلم، والصحيح أنها عامة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الأعمال"، فاستغرقت "أل" هنا جميع الأعمال.
"الأعمال بالنيات"، ما الأعمال هنا، لما قال بالنيات؟ هل هي صحة الأعمال؟ فنقول "إنما الأعمال الصحية بالنيات"؟، أم "إنما الأعمال المعتبرة بالنيات"؟، أم "إنما الأعمال جزاؤها بالنيات"؟ من أهل العلم من قال ما يترتب عليها، ومنهم من قال إنما الأعمال صحةً، لا تصح إلا بالنيات، لكن الصحيح جزاؤها صحةً أو فسادًا، ليشمل الأعمال الجائزة وغير الجائزة.
"بالنيات" النية هي القصد، "نويت أن أسافر إلى مكة" يعني "قصدت السفر إلى مكة"، "نويت أن أصوم" أي "قصدت الصيام"، وهكذا. هذا من حيث اللغة، أما من حيث الاصطلاح الشرعي فالنية يُراد بها أحد معنيين، المعنى الأول تمييز العمل من غيره، مثل الصلاة، أنا أنوي أن أصلي الظهر، أو أصلي العصر، إذًا ميزت صلاة الظهر عن صلاة العصر بأي شيء؟ بالنية، كلاهما أربع ركعات، الصفة واحدة، لكن كيف تميزت هذه الصلاة؟ بالنية، إذًَا النية تميز العمل عن غيره؟ هذا هو المعنى الأول، قد تكون الصفة واحدة، سنة الفجر وسنة الضحى ركعتان، فإذًا تُميز بالنية، هذا هو المعنى الأول، تمييز العمل بعضه عن بعض، أو نقول تمييز العبادة بعضها عن بعض.
المعنى الثاني: تمييز المقصود بالعمل، أنا أصلي الآن، هؤلاء المصلون صلوا صلاة الظهر أربع ركعات، لكن هذا قصده أن هذه الصلاة طاعة لله عزّ وجلّ، وهذا الثاني صلى مجاملة لصديقه، دخلوا المسجد فصلوا مع بعض، والثالث طفل جاء يصلي خائفًا من أبيه، إذًَا من الذي ميز هذه الصلاة؟ أو المقصود من هذه الصلاة؟ هي النية، إذًا تمييز المقصود بالعمل، هل هو لله أو لغيره، أو لله ولغيره؟
إذًا ما المقصود عندنا في الحديث المعنى الأول أم المعنى الثاني؟
المقصود هو المعنى الثاني، يعني تحرير العمل هل هو لله، أو لغير الله، أو بنية مشتركة، أو بنية أخرى، المقصود في هذا الحديث تمييز المقصود بالعمل، فأنا أصلي لمن؟ لله أم لغيره؟ أنفق لمن؟ لله أم لغيره؟ أصوم لمن؟ لله أم لغيره؟ وهكذا في جميع الأعمال.
قال صلى الله عليه وسلم ( وإنما لكل امرئٍ ما نوى )، معنى هذه الجملة أن الجزاء بحسب النية، يعني أن جزاء كل إنسان بحسب نيته، هل يُثاب هذا الإنسان على هذه الصلاة أم لا؟ بحسب نيته، ( إنما لكل امرئٍ ما نوى )، هذا الإنسان -كما سيمثل النبي صلى الله عليه وسلم- سافر، ما المقصود بالسفر؟ تجارة؟ مقصوده عمرة؟ مقصوده بر الوالدين سيزورهم؟ مقصوده صلة رحم؟ مقصوده طلب علم؟ بحسب نيته، يطلب العلم لينال شهادة؟ بحسب نيته، ليحمل من العلم ما يحمل؟ بحسب نيته، قال ( وإنما لكل امرئٍ ما نوى )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
رئيس تحرير المراسلين
مسلم


ذكر
عدد المساهمات : 31

الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).   الاربعون حديث النوويه  ( من حلقات العلم الشرعي ). I_icon_minitimeالثلاثاء 30 مارس - 23:09

وكأن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قد يُفهم الكلام على غير ظاهره، لذلك دائمًا النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على ضرب الأمثلة، وأحيانًا يكون المثال بعيدًا عن نفس ألفاظ الكلام، فيظن السامع أن المقصود هو المثال، وهذا يأتي في حديث الناس كثيرًا، فيظن المستمع أنه قصد هذا المكان، فما أقول "هذا المكان جنة"، هل أقصد الجنة؟، إنما مُثل بالجنة لما فيه من السعة والراحة والخير الوفير والرزاعة والأنس، إلى غير ذلك، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم مثل هنا بعملٍ قائمٍ في وقته، فقال صلى الله عليه وسلم ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ).
أولا ما هي الهجرة؟ الهجرة لغةً: هي الانتقال أو الترك، لكن في الاصطلاح ما هي؟ هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، لكن هذا المعنى أحد معاني الهجرة.
الهجرة تدرجت في المعنى الاصطلاحي على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: هي الانتقال من مكة إلى المدينة، المرحلة الثانية: الانتقال من بلد الشرك أو الكفر إلى بلد الإسلام، المعنى الثالث أو المرحلة الثالثة: هي الانتقال من الذنوب والعاصي إلى الطاعات، يعني مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).
إذًا الهجرة أخذت ثلاث مراحل، المعنى الأول الانتقال من مكة إلى المدينة، هل هذا المعنى باقي؟ لا، هذا المعنى انتهى بأي شيء؟ بفتح مكة؛ لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا هجرة بعد الفتح )، انتهت الهجرة من مكة إلى المدينة؛ لأن مكة أصبحت دارًا من ديار الإسلام في هذا الوقت، فهذا المعنى انتهى ولا يوجد، ( لا هجرة بعد الفتح ).
المعنى الثاني: الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، هل هو باقي أو منتهي؟ باقي. على إطلاقه؟ لا، إذًا كيف نضبطه؟ إذا وُجد سببه، يعني الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ما نقول واجبة باقية على إطلاقها، لماذا؟ لأنه قد لا يستطيع أن يهاجر، أو يقيم شعائر دينه في بلده، يقول أنا أستطيع أن أقيم شعائري ولو كان بلد كفر، أستطيع أن أقيم شعائر الدين، أستطيع أن أدعو في بلدي، أستطيع أن أمارس جميع متطلبات حياتي، لا خوف على ديني ولا على أولادي، إذًا المعاني باقية، فهنا لا تكون واجبة.
متى تكون الهجرة واجبة؟
بشرطين، إذا خاف على دينه، يعني يخاف ألا يقيم شعائر دينه، لا يستطيع أن يصلي، لا يستطيع أن يصوم، لا يستطيع أن يزكي، هذا هو الخوف على الدين، ليس كمال الدين، ولكن أصول الدين، فهذا إذا خاف على دينه، الشرط الثاني أنه يستطيع الهجرة، أما إذا لم يستطع فلا تكليف بما لا يُستطاع، لا يُكلف الله نفسًا إلا وُسعها، الله سبحانه وتعالى لا يُحاسب إلا على المقبول.
إذًا المعنى الثاني الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، وقلنا إن هذا المعنى باقٍ إذا وُجد سببه.
المعنى الثالث: هو الهجرة من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات، هل هو باقي أم غير باقي؟ واجب أم غير واجب؟ هو واجب، واجب على بعض الناس أم على كل الناس؟ على الجميع، واجبٌ على الجميع أن يهجروا الذنوب والمعاصي، أن يهجروا ما نهى الله عنه، والمهاجر ما هجر ما نهى الله عنه، هذا معنى الهجرة.
قال صلى الله عليه وسلم ( من كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله )، العادة في الكلام العربي أن الشرط غير الجزم، من فعل هذا الفعل أكافئه بهذه المكافأة، لا أقول من دخل هذا المكان فقد دخل هذا المكان، ما يكون الجزاء مثل الشرط، لكن لماذا كان هنا؟ يعني مثلا لو قلت من دخل هذا المكان فقد أعطيه جائزة، أو فقد أمن؟ أو فقد سلم من كذا، أو نال المكافأة الفلانية، لكن ما أقول من دخل هذا المكان فقد دخل هذا المكان، إذا لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا (من كانت هجرته إلى الله ورسوله )، فالجزاء (فهجرته إلى الله ورسوله )
فالجزاء قد يكون ظاهرًا في اللفظ، وقد يكون في المعنى، وهنا هو في المعنى، فهنا (من كانت هجرته إلى الله ورسوله ) الشرط واضح، الجزاء ثوابه على الله ورسوله، إذًا معنى (فهجرته إلى الله ورسوله ) أي ثوابه وجزاؤه على الله ورسوله.
( ومن هجرته لدنيا يصيبها )، يعني مال يحصل عليه، ( أو امرأةٍ ينكحها )، يعني سيهاجر إلى أن يتزوج فلانة من الناس، قال صلى الله عليه وسلم ( فهجرته إلى ما هاجر إليه )، أي فجزاؤه أن يُحصل ما أراد بهذه الهجرة.
وقد ذكر البعض أن هذا الحديث له سبب، وهو ما رواه بعض أهل العلم أن رجلا من الأعراب هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليخطب امرأةً ويريد أن يتزوج بها، وهي أم قيس، فقيل له مهاجر أم قيس، ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه؛ فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه )، فقيل إن سبب هذا الحديث هو مهاجر أم قيس، أنه هاجر ليس من أجل الهجرة ذاتها، وإنما من أجل أن يتزوج أم قيس، لكن هذا لم يصح إسنادًا، كما ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله "تتبعته فلم أجد له أصلا".
ما الكتب التي تعتني بأسباب الأحاديث؟
أسباب ورود الحديث تُذكر مع الحديث في أمهات الكتب، لكن وُجد بعض الكتب التي اعتنت بقصة كل حديث أو سبب وروده، يوجد كتاب لا يحضرني اسمه الآن في أسباب ورود الحديث، لعلني أتذكره أثناء الكلام، لكن هذه الكتب قليلة جدًا، إنما هي مذكورة في الأمهات.
هل الحكم يُحمل على قصة؟
لا، المعروف أن العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، لكن السبب قد يوضح المعنى، ويُستفاد منه.
سؤال غير واضحٍ عن قصة هجرة أم قيس؟
هجرة أم قيس لا تصح إسنادًا، لكن نذكرها؛ لأنها ذُكرت في بعض الكتب، فلا يظن القارئ أنها صحيحة.
هذا الحديث له أهمية كبرى، تكلم عنها علماء الإسلام وأئمة الدين كلامًا كثيرًا، من ذلك يقول الإمام الشافعي رحمه الله "هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين بابًا من أبواب الفقه"، والإمام أحمد بن حنبل يقول "أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث"، وذكر منها هذا الحديث، وحديث البدعة، وحديث ( الحلال بين والحرام بين ).
ومن أهمية هذا الحديث أن إمام المحدثين الإمام البخاري رحمه الله صدر به كتابه، وجعله أول حديث، رغم أنه في الظاهر لا ينتمي للباب المصدر، وهو باب بدء الوحي، وذكر حديث ( إنما الأعمال بالنيات )، وليست ثمة مناسبة.
كان من حق هذا الحديث أن يتأخر إلى باب الصلاة؟
أبواب الصلاة، الطهارة، أي باب مناسب له، لكن الإمام البخاري صدر به كتابه دلالةً على أن هذا العلم، الذي هو علم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى نية، وأن كل عمل يحتاج إلى نية.
وقد تبع الإمام البخاري كثيرٌ من أهل العلم، ومنهم الإمام النووي رحمه الله، فقد صدر أيضًا هذه الأربعين بهذا الحديث العظيم، فهو في مقام المقدمة أو في بيان الحاجة، لبيان أن كل عمل لا يمكن أن يقوم إلا على نية صالحة، فيرجو هذا المؤلف كما يرجو المؤلف من كل قارئ أن تصلح نيته لهذا العمل.
إذًا هذا الحديث غاية في الأهمية، وأنا أقول إن هذا الحديث الذي هو حديث النية مُرتكز من مرتكزات قبول الأعمال كما سيأتي، فالعمل عند الله سبحانه وتعالى لا يصح إلا بشرطين: الشرط الأول: وجود هذه النية خالصةً لله عزّ وجلّ، وسيأتينا تفصيل ذلك.
من أولى مسائل هذا الحديث في بيان أهمية النية، كيف بيان أهمية النية؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رتب الأعمال على النية، فالأعمال لا تصح إلا بنية، والأعمال لا تكون كاملةً إلا بينة، ولا تكون مقبولة عند الله إلا بنية، فيدل هذا الحديث على أهمية النية في دين الله عزّ وجلّ، هذه المسألة الأولى.
المسألة الثانية: أن جزاء أعمال الإنسان بحسب نيته، نأخذ أمثلة على ذلك كما مثلنا بالصلاة، هذا الذي صلى وأتى إلى المسجد أو المرأة التي صلت في بيتها، لماذا؟ ما نيتها؟ وما نية الذي ذهب إلى المسجد؟ نيته طاعة لله عزّ وجلّ ورجاءً لثوابه سبحانه وتعالى، فهذا يحصل على جزاء نيته، والآخر صلى ليُقال مُصلي، فهذا جزاء ماذا؟ أن يُقال مصلى، هل يُثاب في الآخرة؟ لا، لا يُثاب في الآخرة؛ لأنه نال جزاءه أن يُقال مُصلي، والآخر صلى مجاملة لصديقه، فصلى وجامل صديقه وانتهى الأمر على ذلك، إنسان يقرأ القرآن ويأم الناس، ويريد أن يستمتع الناس بقراءته ويخشعوا ويقصد بهذه الإمام أن يرشد الناس إلى الصلاة الصحيحة؟ فهذا نيته أن يُثاب على هذا العمل، لكن الآخر صلى وقرأ وجمل صوته؛ ليُقال قارئ وما أحسن من صوت فلان، أو هذا من أحسن المقرئين، أو يُقال هذا صوته جميل وصوته رنان وصوته خاشع، يريد أن يستمع إلى هذا الكلام فقط، فهذا جزاؤه أن يُقال قارئٌ ما أحسن صوته... إلخ، فهل يُجازى عند الله تبارك وتعالى أو يُجازى على هذه النية؟ لا.
إذًا المجازاة على العمل بحسب نية الإنسان، فالأعمال بنية صاحبها، هذه المسألة الثانية.
المسألة الثالثة: تنبني على المسألة الثانية، وهي مسألة في غاية الأهمية، الأعمال أنواع، هناك أعمال يفعلها الإنسان، وهناك أعمال يتركها الإنسان، والأعمال التي يعملها الإنسان منها الواجب الذي يجب عليه أن يعمله، ومنها المباح، الأعمال الواجبة عرفنا أنه يجب أن يعملها ولا يُثاب عليها إلا إذا كانت نية صاحبها طاعةً لله عزّ وجلّ.
أما الأعمال المباحة وهي كثيرة، مثل النوم والأكل والشرب والسمر مع الأهل والسمر مع الأصدقاء والزملاء والسفر، حتى السفر للسياحة، كل هذه أعمال مباحة، هل هذه الأعمال يؤجر عليها الإنسان أو لا يؤجر؟
متى ما حول نيته إلى عبادة يستطيع أن يؤجر .
أحسنت، إذًا قد يؤجر عليها الإنسان بحسب نيته، وقد لا يؤجر ولا يعاقب بحسب نيته، وقد يُعاقب عليها بحسب نيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاربعون حديث النوويه ( من حلقات العلم الشرعي ).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الكهف ( من حلقات العلم الشرعي )
» التجارب النوويه العربيه
» كل يوم حديث
» حديث شريف عن الرياء
» حديث قدسى.......... يحتاج إلى تأمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مســـلمون بـــلا حــدود  :: المنتدى الاسلامى :: قسم الحديث-
انتقل الى: